نشرت مجلة Current Biology تقريراً علمياً أجرته جامعة إكستير البريطانية، تناولت من خلاله جانباً من حياة الجدجد المعروف بصرصور الليل. ووفقاً لمعطيات الدراسة فإنه في حال تعرضه وأنثاه لخطر ما فإنه وقبل كل شئ يهتم بحمايتها في مكان آمن، ومن ثم يتحول لمواجهة هذا الخطر، الذي يصبح مصدر تهديد لحياته وحده.
وبحسب المجلة فإن الكثير من الناس يعتقدون ان التصرفات النبيلة حكر على بني البشر فقط، إلا ان نتيجة الدراسة الأخيرة تشير وبوضوح الى وجود حشرات تعيش وفقاً لهذا المفهوم السامي.
وحول هذا الأمر قال العالم المشرف على الدراسة رولاندو رودريغيز مونوس ان الناس لا يصفون صرصور الليل بالحشرة الذكية أو الحساسة، إلا ان الجدجد أثبت انه "فارس" بطبيعته ولا يتردد في الدفاع عن شريكته، وان كان بهدف ضمان فترة جماع أطول وعدد أكبر من النسل، من وجهة نظر رئيس االفريق العلمي.
وقد استخدم الفريق العلمي 96 كاميرا تصوير بالاشعة تحت الحمراء، رصدت سلوك صرصور الليل في الحالات الطبيعية، مما اشار الى ان ذكور الصراصير تبقى الى جانب إناثها بعد الجماع، بهدف الدفاع عنهن من اعتداء محتمل عليهن من قبل المنافسين.
كما خلصت الدراسة الى ان احتمال التهام صرصور الليل الذي يعيش وحده من قبل أحد الطيور، على سبيل المثال، سواء أكان ذكرأً أم أنثى متكافئة اذا ما كان الصرصور، أما اذا ما كان هناك ما يربط بينهما فإن فرص الأنثى بالبقاء على قيد الحياة تزداد، لأن الذكر يهتم بان تختبئ أنثاه في الجحر أولاً، ويتحقق من انها اختبأت بالفعل قبل ان يلحق بها، ان تمكن من النجاة.
وأعرب العالم مونوس عن تفاؤله بإمكانيةالحصول على المزيد من المعلومات التي تلقي بعض الضوء على حياة صرصور الليل، وما اذا كانت سمات النبل هذه تتوارث عبر الأجيال، أم هي مجرد صفات خاصة يتمتع بها كل صرصور على حدة، متسائلاً عما اذا كان سيحل يوم من الأيام حين يسعى كلا الجنسين للاختباء في الجحر، حفاظاً على حياته أولاً.
المصدر:
http://animals.howstuffwor